شاعر عراقي يقدم زهور قصائده مبللة بالحرب
القاهرة ـ أكد الناقد والشاعر منذر عبدالحر أن مجموعة قصائد "زهور مبتلة بالحرب" للشاعر العراقي عبدالرحمن البيدر ـ الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلان بالقاهرة ـ يأتي عنوانها دالاً على هواجسها وعذب كلماتها، وأنهها تنتمي إلى تجربة الشعر الحديث معطىً وقيمة، كونها أصغت لإيقاع الروح المتفرّد وعزفت لحنًا خاصًا متدفقًا، لا شوائب فيه، ولا زوائد؛ رغم صعود الأداء الوجدانيّ في بعض التوترات الفنيّة إلى ناصية البوح ليكون صرخة مباشرة بوجه الخراب، وقيمة مثلى تعانق السموّ وتنتصر للقيم الكبيرة المؤثرة في القارئ المتلقي الذي يجد حتمًا في هذه المجموعة شيئًا من انتمائه وانتصارًا لجرحه المثمر بوحًا عاليًا.
ويرى عبدالحر أن قصائد المجموعة غلب عليها أسلوب الخطاب المشحون بالعاطفة، لتكون معادلة "السهل الممتنع" مشغلاً فنيًّا جاء عفويًّا، حدَّ أنه طرق بوّابة شعر التفعيلة بتفاعل لا تكلّف فيه، فنجح في الأداء كما نجح في القصائد التي أخذت من تجربة قصيدة النثر مشغلاً فنيًا لها.
ويوضح الناقد أن لغة الشاعر البيدر لغة صافية، تمتلك عمقها من حدّة جملته وعدم وثوبها إلى التفصيل والاستطراد وسحر السرد الذي طالما تلجأ إليه مثل هذه التجارب، لذلك صارت جملته مدربة على النسج الفني الخلاّق، وجاءت صوره مستلة بمهارة من الواقع عاكسة إيَّاه جماليًا وفكريًّا وتعبيريًا، وهذا هو السرُّ في نجاح جميع القصائد وتمكنها من ولوج عالم الشعر بقوّة .
مشيرا إلى أن ما لامس السياسيّ، كان ذا منطلق وطني أخّاذ، رمى فيه الشاعر البيدر سهام قوله في مناطق أشارت للخراب الذي جاء بسبب احتلال بلادنا واختلال القيم وضياع المفاهيم وخلط الأوراق أيضًا، وموقفه هنا لم يُبنَ على أساس انفعالي أو متشنج أو مباشر، أو حتى بتصريح لحالات وظواهر قد يؤشر معطياتها غير الجماليّة في مقالات ودراسات نثرية هو قادر عليها، بل كان موقفه رقيقًا نحا فيه نحو الحس الجمالي والوجع الإنساني، كي لا يحدد موضوعاته بجانب ضيّق، ولا يحتوي فكرته بإطار دلاليّ محدود، وهو خيار الشعر الأمثل للنهوض بالرصد الإبداعي والانطلاق به إلى أبعد من الحدود السطحية في القول، فالعمق هنا هو السائد، والبساطة هي المعبر للقلوب، والدهشة والحب هما سيّدا التعبير والبوح.
أما الكاتب الصحفي حسين العبيدي، فيقول إن الشاعر عبدالرحمن البيدر استطاع عبر مجموعته البكر هذه، أن يقدم لنا ببراعة، قصائد عذبة مشحونة بأقصى مديات (الشعرية) التي انثال جمالها على ذائقتنا بعفوية تشبه عفوية: أنهار المطر، ولمعان القلب بالحب، ورعشة الحياة الأولى.
0 Response to "شاعر عراقي يقدم زهور قصائده مبللة بالحرب"
إرسال تعليق